عندما تنعكس الأدوار

Getty Images: Squaredpixels

عندما يصبح الابن هو المعتني بوالديه يحدث انعكاس حتميّ للأدوار. إذا لم نتعامل مع العمليّة النفسيّة بشكل صحيح، فهناك احتمالات كثيرة في أنْ يتضرّر العلاج بشكل جدّيّ، وسيصل الفيض العاطفيّ إلى المعالِج والمعالَج على السواء. يفسِّر أورن لاهك وليطال لڤين، وهما خبيران في علم النفس الطبّيّ، لماذا وما الذي يُنصح بفعله من أجل التعامل بشكل صحيح

يشمل التعامل مع عمليّة التقدّم في السنّ لدى الوالدين العديد من الجوانب التي لا تنفصل عن بعضها البعض. يحدث التراجع في الأداء الجسديّ، الضرر المحتمل للأداء الإدراكيّ، للاستقلاليّة، والتصوّر الذاتيّ لدى الوالد/ة بموازاة توسّع مجالات مسؤوليّة الابن المعتني، وهو يتحوّل من مدعوم في الماضي إلى داعم في الحاضر، إلى الطرف المسؤول. تبقى العلاقة بين الوالد/ة-الابن كما هي، لكن يحدث في داخلها انعكاس للأدوار، وهذا التعامل النفسيّ له أهمّيّة كبيرة بالنسبة إلى العلاج، المعالِج، المعالَج، وللعلاقة بينهما وبين كلّ مَن يتأثّر بها.

الصعوبة الكامنة في عمليّة انعكاس الأدوار

لا يحدث انعكاس الأدوار في يوم واحد، وإنّما هو عمليّة تدريجيّة تتفاقم بمرور الوقت. في البداية، هناك معارضة طبيعيّة لدى كلا الطرفين لتولّي الدور - فالابن يريد أن يظلّ ابنًا والوالد/ة يريد/تريد أن يظلّ/تظلّ أبًا/أمًّا. إنّه تحدّ لكلا الطرفين، بالنسبة للابن، فإنّ معنى أخذ الدور هو فقدان دور الابن. تدخل ضمن هذه الديناميكيّة رواسب من الماضي، وفجأةً هناك واجهة. الإنكار لن يساعد، لذلك من الأفضل الإقرار بانعكاس الأدوار لأنّه يؤثّر على كلّ شيء ويعمّق الصعوبة.

اللقاء مع الوالد/ة في حالته/ا لا يترك الماضي وراءه. على العكس من ذلك، فهو يستحضر ديناميكيّات الماضي ويجعلنا نواجه تجارب مؤلمة من الطفولة ومن إخفاقات الوالدين التي عشناها. غالبًا ما يكون ذلك لقاء مع الإخفاقات التي كنّا نعتقد أنّنا قد حللناها، لكن عندما تتغيّر الديناميكيّات فإنّها تعود، ولا تكون محلولة تمامًا. يشبه هذا إلى حدّ ما لقاء أبناء الفوج من أيّام المدرسة – يمكن أن يتغيّر أيّ شخص بشكل جوهريّ عندا يصبح بالغًا، لكنّ العودة إلى نفس الوضع، يعيده إلى نفس التصنيف: إذا كان "خجولًا"، فإنّه سيعود ليكون خجولًا حتّى لو لم يكن خجولًا منذ فترة طويلة. يحدث هذا لأنّ الطفولة لم تمتْ، وفي هذا اللقاء تعود إلى الحياة، رغم أنّه لم يعد لها مكان في الواقع.

انضمّوا إلينا إلى مجتمع "نهتمّ بالمعتنين" في الفيسبوك

 

انعكاس الأدوار، الابن المدعوم يتحوّل إلى داعم Getty Images: Highwaystarz-

 

 سيرورة شخصيّة

رغم أنّ مواجهة انعكاس الأدوار أمام الوالد/ة تطغى على الديناميكيّات داخل الأسرة، أمام الوالد/ة، الإخوة وبشكل عام، إلّا أنّ التعامل، أو الاستيعاب، هو سيرورة شخصيّة. بدون وعي لن نكون قادرين على أن نفسّر لأنفسنا عودة المشاعر التي اعتقدنا أنّنا تخلّصنا منها وهي تؤثّر على أدائنا، حتّى عندما نعتقد أنّها لا تؤثّر. في الواقع، يريد العقل مواصلة العمل من المكان الذي توقّفنا فيه، لأنّ الوضع الجديد يوقظ كلّ شيء مرّة أخرى. هذا يعني شيئًا واحدًا – يجب التعاطي مع الأمر ويقع على عاتقنا حلّه بأنفسنا أو بمساعدة ودعم مهنيّين.

يمكن أن يغيّر الوضع الجديد أيضًا الديناميكيّات المألوفة في الأسرة، على سبيل المثال، الفتاة التي كانت دائمًا "فتاة أبيها المدلّلة" تجد نفسها تعتني بأمّها، والطفل الذي اعتبر "الخروف الأسود في العائلة" يُصبح هو المعتني الرئيسيّ. إنّه ليس مجرّد تغيير في التعريف أو الدور، فهناك تغيير في الإدراك هنا وهو لا يبدأ في فتح صفحة جديدة، حتّى لو كنّا نؤمن بذلك. بعبارة أخرى، تنشأ هنا صعوبة يجب استيعابها مع شخص، يحتاج إلى علاج، وتجاهلها سيخلق ضغوطًا ستؤثّر على العلاج، المعالِج والمعالَج، ما يعني أنّ هذا الضرر سيكون شموليًّا. من هذه الناحية، وضمن تغييرات الدور، هناك فرصة للمعالَجة وللوصول إلى عمليّات إغلاق وتسامح تخلق تغييرًا مهمًّا وإيجابيًّا. يحظى فرد الأسرة المعتني هنا بخوض سيرورة، وليس مجرّد تحدٍّ، ويخرج هو نفسه رابحًا منها، وهذا التفكير هو تفكير متفائل وإيجابيّ يرى أيضًا الفرص الكامنة في الصعوبة.

يجب التعامل مع فيض الماضي حتّى لا يكون له تأثير سلبيّ على المعالِج، المعالَج والعلاج. Getty Images: CasarsaGuru

 

فرد الأسرة المعتني ملزم بالعناية بنفسه

المعالِج لا يعتني بأحد أفراد الأسرة فحسب، وإنّما يعتني بنفسه أيضًا. رغم أنّ الهدف الرسميّ هو رعاية الوالد/ة، إلّا أنّها غير ممكنة طالما أنّ فرد الأسرة المعتني لا يهتمّ ويعتني بنفسه. لهذا السبب، من المهمّ عدم إنكار المشاعر وإنّما الإقرار بها، وعدم تحييدها لأنّها لا تظلّ محيَّدة. لا يمكن الاعتناء بأحد الوالدين على نحو آليّ، وهذا ما نفعله عندما نضع هذه المواجهة جانبًا – إنّها وصفة للإرهاق، خاصّة عندما يتعلّق الأمر بالعناية لأمد طويل.

يجب استيعاب الغضب، المشاعر السلبيّة وليس فقط من خلال العمل الشخصيّ، لأنّ نطق الأشياء بصوت عالٍ هو أمر مختلف. في الغالب، من غير الممكن خوض السيرورة مع الوالد/ة، ولذلك من المهمّ اختيار شخص خارجيّ مع التركيز على معالِج مؤهّل. من المهمّ عدم محاولة تحييد إنسانيّتنا، فنحن لا نؤدّي وظيفة فقط ويجوز لنا أن نغضب، نتألّم أو نشعر بالإهانة، فهذه المشاعر لها مكان وأهمّيّة. رغم أنّ التعاطي يضعنا في دوّامة عاطفيّة، إلّا أنّها في الواقع دوامّة قائمة حتّى لو تجاهلناها. يجب تحمُّل مسؤوليّة ذلك، استيعابه والعمل عليه والخروج منه أقوى.

إنّ ما ورد أعلاه، وما ذُكر من معلومات أو إجابة، لا يُشكّل، بأيّ شكل من الأشكال، استشارة طبّيّة أو غيرها، توصية بأيّ علاج أو بديلًا عن أيّ علاج أو نصيحة بأيّ منتج أو مستحضر. لذلك، يجب عليك أن تقرأ/ي جيّدًا نشرة المعلومات المرافقة لكلّ منتج والتوجّه إلى الطبيب لغرض تلقّي علاج أو استشارة طبّيّة.

أتريدون التعرّف على خبرائنا؟ هنا يمكنكم أن تقرأوا المزيد عنهم

يهدف هذا الموقع إلى المساعدة والتسهيل وإتاحة الوصول إلى قسمٍ من المعلومات الكثيرة المتراكمة التي في حوزتنا، والتي تعتمد، من جملة المصادر، على المعلومات التي تمّ نقلها إلينا من قبَل منظّمة Caregivers Israel و/أو المنشورة من قبَل سلطات عامّة مختلفة. إنّ المضمون أعلاه لا يشكّل، بحالٍ من الأحوال، استشارة قانونيّة أو غيرها، ولا يجوز الاعتماد على المضمون دون تلقّي مشورة ملائمة. إنّ المعلومات هنا عامّة وقد لا تعكس الإجراءات القانونيّة، النظام القانونيّ والأنظمة ذات الصلة، بشكل كامل و/أو مُحدَّث. ستعمل الشركة على تحديث المعلومات المقدَّمة في هذا الموقع كلّما أحيطت علمًا بالتحديثات.

*ليس من شأن ما ورد في هذه المقالة أن يشكّل توصية و/أو استشارة طبّيّة. لمزيد من المعلومات، يُرجى التوجّه إلى الطبيب/ة المعالِج/ة.

يرجى الانتباه إلى أنّه تمّت صياغة وكتابة المقالات الواردة في هذا الموقع أساسًا باللغة العبريّة، ومن ثمّ تُرجمت إلى اللغة العربيّة. لذلك، قد تجدون بعض الاختلافات و/أو عدم الملاءَمة التامّة بينها وبين مقالات الموقع باللغة العبريّة.


مقالات أخرى حول الموضوع

لعبة الذاكرة: كيف نتعامل مع رقودلعبة الذاكرة: كيف نتعامل مع رقود فرد من الأسرة يعاني من الخرف في ...

5 نصائح تساعدكم في إدارة المصاريف في أثناء رقود فرد من الأسرة في المستشفى

حقوق الراقد للعلاج في المستشفى وحقوق أفراد الأسرة المعتنين – ما الذي تجدر معرفته؟

خرَجَ الوالدان من المستشفى – ماذا نفعل الآن؟