
الـ HIV هو ڤيروس يهاجم جهاز المناعة. حتّى اليوم، لا يمكن الشّفاء من الإصابة بهذا الڤيروس، ولا حتّى عن طريق العلاج الدوائيّ، وبالتالي سيُضْطَرّ المصابون بالڤيروس إلى التعامل معه طيلة فترة حياتهم. ماذا يعني أن تكون حاملًا لڤيروس الـ HIV، وما هي مراحل المرض التي يمرّ بها المعالَجون؟ إليكم كلّ المعلومات الضروريّة
HIV (الأحرف الأولى من Human immunodeficiency virus، ڤيروس نقص المناعة البشريّة) هو ڤيروس يهاجم جهاز المناعة الذي يحمي أجسامنا. يعمل الڤيروس بشكل أساسيّ ضدّ الخلايا التائيّة التي يتمثّل دورها في مكافحة الالتهابات. يُعرِّض هجوم الخلايا التائيّة الجسم لالتهابات مختلفة قد تؤدّي إلى المرض والموت.
تنبع خصوصيّة ڤيروس الـ HIV من أنّ الجهاز المناعيّ - وبخلاف الڤيروسات الأخرى - لا يستطيع تدميره بشكل تامّ، ولا حتّى عن طريق العلاج الدوائيّ، ما يعني أنّ المصابين بالڤيروس سيضطرّون إلى التعامل معه طوال حياتهم.
أحدثت الأدوية المستخدمة في علاج حاملي ڤيروس الـ HIV ثورة حقيقيّة عندما بدأ استخدامها في عام 1990. حتّى ذلك العام، تدهورت حالة حاملي ڤيروس الـ HIV بسرعة في غضون سنوات معدودة من لحظة الإصابة، في حين أنّ متوسّط العمر اليوم، في حال تلقّوا العلاج بعد الإصابة بڤيروس الـ HIV وقبل أن يتفاقم المرض، يشبه متوسّط عمر الأشخاص الذين لم يُصابوا بالڤيروس.
يسمّى الشخص المُصاب بڤيروس الـ HIV "حامل المرض". بعد الإصابة مباشرةً، يكون مستوى الڤيروس منخفضًا في الدم، وبالتالي لا يمكن تشخيصه. هذه الفترة تسمّى "فترة النافذة". اليوم، وباستخدام طرق مبتكرة، يمكن تشخيص الڤيروس في الدم بعد قرابة ثلاثة أسابيع من التعرّض للڤيروس، لكن من أجل نفي الإصابة بشكل قاطع يجب تكرار الفحص بعد نحو 12 أسبوعًا من التعرُّض للڤيروس. يتمّ إجراء هذا الفحص مجّانًا في صناديق المرضى وفي مراكز الفحص في المستشفيات.
خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد التعرُّض للڤيروس ستظهر أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا (حمّى، ألم في الحلق، آلام في العضلات وتورُّم في الغدد الليمفاويّة). في هذه المرحلة من المرض، يتكاثر الڤيروس (يتناسخ) بسرعة، ما يؤدّي إلى الإضرار بالخلايا التائيّة في الجهاز المناعيّ، بحيث يزداد عدد الڤيروسات في الجسم ويقلّ عدد خلايا الجهاز المناعيّ في المقابل. نظرًا لحَمْل الڤيروس بشكل كبير في الدم خلال هذه الفترة، هناك خطر كبير لتعرُّض أشخاص آخرين للعدوى، ولذلك يجب توخّي الحذر الشّديد (مثل إقامة علاقات جنسيّة محميّة فقط، وهو أمر مُوصى به في أيّ حال).
تتميّز هذه الحالة بفترة هادئة لا يعاني فيها حامل الڤيروس من أيّ أعراض على الإطلاق. تُسمّى هذه المرحلة clinical latency stage، وهي مرحلة مزمنة تستمرّ فترة طويلة، لأنّ الڤيروس يتكاثر ببطء شديد جدًّا، لكن حتّى في هذه المرحلة قد يصيب حامل الڤيروس الآخرين بالعدوى. الشخص الذي لا يتلقّى العلاج سيبقى في هذه المرحلة نحو 10 سنوات في المتوسّط، بينما الشخص الذي يحرص على تناول العلاج الدوائيّ يمكنه أن يبقى في هذه الحالة المستقرّة عشرات السنين.
التشخيص المبكّر لڤيروس الـ HIV قبل ظهور أعراض الإيدز ينقذ الحياة. الأدوية المضادّة للڤيروس تقلّل بشكل كبير من الحَمْل الڤيروسيّ في الدم. على الرغم من عدم وجود علاج حتّى الآن يشفي من ڤيروس الـ HIV، إلّا أنّ العلاج الحالي فعّال في تمديد الفترة الهادئة التي تأتي بعد التعرُّض للڤيروس، وبالتالي فإنّ متوسّط عمر حامل ڤيروس الـ HIV لا يقلّ عن متوسّط عمر شخص لا يحمل الڤيروس.
يمكن أن يؤدّي ڤيروس الـ HIV إلى (acquired immunodeficiency syndrome) AIDS، وفي العربيّة الإيدز هو متلازمة نقص المناعة المكتسب. هذه هي المرحلة الأخيرة والأكثر خطورة بعد العدوى بڤيروس نقص المناعة البشريّة (HIV). جهاز المناعة لدى مرضى الإيدز هشّ وضعيف، وهو ما يؤدّي إلى الإصابة بالتهابات وبأمراض شديدة. تُسمّى هذه الالتهابات "العدوى الانتهازيّة" (opportunistic infection)، لأنّه لدى الشخص ذي الجهاز المناعي الطبيعيّ لا ينشأ، في معظم الحالات، مرض من جرّاء العدوى، لكن لدى الشخص الذي يعاني من قصور في جهاز المناعة، قد ينشأ مرض خطير.
بخلاف حامل ڤيروس الـ HIV، فإن تعريف الشخص بأنّه مصاب بالإيدز يتمّ عندما يصيب ڤيروس الـ HIV جهاز المناعة على نحو يجعل عدد الخلايا التائيّة المساعِدة (T Helper) ينخفض إلى ما دون الـ 200 خليّة لكلّ ميكروليتر (وحدة قياس تُستخدم لإحصاء الخلايا في فحص الدم). يسمح هذا العدد المنخفض للعدوى الانتهازيّة بإلحاق الضرر، بسهولة كبيرة، بالشخص الذي يعاني من ضعف في جهاز المناعة.
*ليس من شأن ما ورد في هذه المقالة أن يشكّل توصية و/أو استشارة طبّيّة. لمزيد من المعلومات، يُرجى التوجّه إلى الطبيب/ة المعالِج/ة.
يرجى الانتباه إلى أنّه تمّت صياغة وكتابة المقالات الواردة في هذا الموقع أساسًا باللغة العبريّة، ومن ثمّ تُرجمت إلى اللغة العربيّة. لذلك، قد تجدون بعض الاختلافات و/أو عدم الملاءَمة التامّة بينها وبين مقالات الموقع باللغة العبريّة.