
الصّداع النصفيّ هو مرض عصبيّ، وألم الرأس الذي يميّزه يختلف عن أنواع آلام الرأس الأخرى في مدّته، شدّته والأعراض التي قد تصاحبه. كيف يمكن تشخيصه؟
وفقًا لجمعيّة الصّداع الدوليّة (IHS International Headache Society)، هناك أكثر من 150 نوعًا من الصّداع، الأساسيّ والثانويّ. حالات الصّداع الأساسيّ هي تلك التي لا تنشأ عن مشكلة طبّيّة معروفة، مثل مرض أو إصابة. أسبابها غير مفهومة بقدر كافٍ ويتمّ تصنيفها وفقًا لنمطها السّريريّ. تحدث حالات الصّداع الثانويّ من جرّاء مرض أو وضع يُصيب الدماغ. الصّداع النصفيّ هو مرض عصبيّ، ويختلف الصّداع الذي يميّزه (والذي يُعتبر أساسيًّا) عن أنواع الصّداع الأخرى في مدّته، شدّته والأعراض التي قد تصاحبه.
تختلف أعراض الصّداع النصفيّ من شخص إلى آخر. لكنّ الموافقة على بعض التوصيفات أدناه قد تدلّ على أنّ ألم الرأس لدينا ناتج عن صداع نصفيّ ويجب التفكير في التوجّه إلى الطبيب المعالِج.
ليس هناك فحص دم أو تصوير طبّيّ (مثل الأولتراساوند (الموجات فوق الصّوتيّة)، الـ CT (التصوير المقطعيّ المحوسب) أو الـ MRI (التصوير بالرنين المغناطيسيّ)) يمكنه تحديد ما إذا كان الصّداع ناتجًا عن صداع نصفيّ. معنى هذا أنّه ليس هناك فحص محدّد وعينيّ لتشخيص الصّداع النصفيّ. يمكن أن تكون ظروف الصّداع وتوقيته هي المفتاح لتشخيص مُسبِّبه – وبالتالي لاختيار العلاج الملائم. لذلك، فإنّ الطريقة الأساسيّة التي تساعد الطبيب على فهم نوع الصّداع هي إجراء محادثة مع المعالَج. خلال هذه المحادثة يستطيع الطبيب تلقّي معلومات حول خصائص الصّداع، الاستجابة للعلاجات الحاليّة والسابقة، التاريخ العائليّ، التأثير على الأداء اليوميّ وعلى جودة الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدنيّ وعصبيّ، وقد يقوم بتوجيهك لإجراء فحوص لاستبعاد الحالات التي قد تُسبّب الصّداع. مثلًا:
يُعتبر استخدام مفكِّرة آلام الرأس أيضًا أداة فعّالة جدًّا في توصيف الحالة. هذه المفكِّرة تُمكِّن الطبيب من مراجعة الخلفيّة الطبّيّة للمعالَج، وتُساعده كثيرًا على تشخيص نوع الصّداع وتحديد العلاج الأنسب. في مفكِّرة كهذه يمكنك أن توثّق الوقت الذي ظهر فيه الصّداع، شدّته ومدّته، والظروف التي سبقته. مثلًا: الحساسيّة للضوء، للروائح أو للضجيج، النشاط الذي تمّ القيام به، تناول الأدوية (بوصفة طبّيّة أو من دون وصفة طبّيّة)، عدد ساعات النوم في الليلة السابقة، الحالة الشعوريّة أو الضاغطة، حالة الطقس، الطعام والشراب اللذان تناولتهما خلال اليوم الأخير، وأيّ حالة صحّيّة معروفة في الفترة الحاليّة. يُوصى بأن تسجّل في المفكِّرة أيضًا أفراد الأسرة الذين يُعانون من آلام الرأس أو من أيّ اضطراب آخر، كما يجب على النساء تسجيل أيّام الحيض.
قد يُوجّهك طبيب الأسرة إلى طبيب أعصاب، لإجراء مزيد من التقييم والعلاج، إذا لم يتمّ تلقّي تشخيص واضح، و/أو إذا تفاقمت آلام الرأس لديك، وأصبح الصّداع النصفيّ يظهر أكثر من 4 أيّام في الشهر والعلاج الذي أعطيَ لك لم يُساعدك.
للتلخيص، إنّ أفضل طريقة لتشخيص الصّداع النصفي والحصول على العلاج الأنسب له هي استخدام مفكِّرة آلام الرأس، وتتبُّع خصائص الألم، والظروف التي أدّت إليه وتوقيته، والتوجّه إلى الطبيب المعالِج.
*ليس من شأن ما ورد في هذه المقالة أن يشكّل توصية و/أو استشارة طبّيّة. لمزيد من المعلومات، يُرجى التوجّه إلى الطبيب/ة المعالِج/ة.
يرجى الانتباه إلى أنّه تمّت صياغة وكتابة المقالات الواردة في هذا الموقع أساسًا باللغة العبريّة، ومن ثمّ تُرجمت إلى اللغة العربيّة. لذلك، قد تجدون بعض الاختلافات و/أو عدم الملاءَمة التامّة بينها وبين مقالات الموقع باللغة العبريّة.