ثمانية أسئلة وأجوبة عن الحروق

ما الذي يسبّب الحروق وكيف يمكننا الوقاية منها وعلاجها؟ – دليل مختصر
-
ما هو الحرق وما الذي يسبّبه؟
الحرق هو إصابة في الجلد أو في أحد الأنسجة الأخرى، وقد ينعكس على شكل جلد أحمر/ متقشّر/ أبيض/ محروق، بثور وتورُّم، ويمكن أن يكون مؤلمًا جدًّا. ينجم في الأساس عن ملامسة الحرارة (مثل النار أو السوائل والموادّ الصلبة الساخنة/ المتلهّبة) أو بعض الموادّ الكيميائيّة أو الكهرباء، وعن التعرّض المطوّل للشمس/ سرير التسفُّع (الأشعّة فوق البنفسجيّة).
-
ما مدى شيوع الحروق في العالم؟
تحدث معظم الحروق في المنزل وفي مكان العمل. وفقًا لتقديرات منظّمة الصحّة العالميّة (WHO)، تحدث سنويًّا 180,000 حالة وفاة من جرّاء الحروق، والأغلبيّة العظمى منها في الدول ذات الدخل المنخفض-المتوسّط، ونحو الثلثين منها تحدث في إفريقيا وجنوب شرق آسيا (في جنوب إفريقيا، تقدّر التكلفة السنويّة لمعالجة الحروق الناتجة عن استخدام مواقد الطهي التي تعمل على النفط بنحو 26 مليون دولار). في الكثير من الدول ذات الدخل المرتفع، يتناقص معدّل حالات الوفاة الناجمة عن الحروق. لكن في جميع الدول، يزداد خطر الحروق كلّما كانت المكانة الاجتماعيّة-الاقتصاديّة متدنّية. تعتبر الحروق غير المُميتة سببًا رئيسيًّا للإصابة بالأمراض، للرقود المطوَّل في المستشفى للعلاج وللإعاقة.
-
ما هي عوامل الخطر الأساسيّة
- الجنس: نسبة وفيات النساء من جرّاء الحروق أعلى بقليل من نسبة الرجال. ويرتبط ذلك، ضمن أمور أخرى، بالطهي على نار مكشوفة أو في أفران غير آمنة. غالبًا ما يصاب الرجال بالحروق في مكان العمل (مثلًا: من جرّاء حريق، موادّ كيميائيّة وكهرباء).
- العمر: على غرار النساء البالغات، فالأطفال أيضًا معرّضون لخطر مرتفع للإصابة بالحروق. معظمها ناجم عن عدم المراقبة (مثلًا، في المطبخ: من جرّاء ألسنة اللهب أو سكب سائل ساخن).
- المهن التي تزيد من التعرّض للنار.
- الفقر، الاكتظاظ وانعدام تدابير السلامة المناسبة.
- تدابير سلامة غير محكمة (ما يتعلّق منها بالكهرباء أو تلك المرتبطة بالعمل باستخدام الغاز/النفط).
- أمراض وحالات مثل الصرع، أمراض الجهاز العصبيّ المحيطيّ (الاعتلال العصبيّ المحيطيّ) والإعاقات الجسديّة والإدراكيّة.
- استهلاك الكحول والتدخين.
- سهولة الوصول إلى الموادّ الكيميائيّة.
- استخدام النفط في الأجهزة المنزليّة غير الكهربائيّة.
-
ما هي أنواع الحروق الأساسيّة؟
الحرق الحراريّ (الأكثر شيوعًا): ينجم عن ملامسة مصدر شديد الحرارة، مثل السوائل (مثلًا: الشرب/ الطهي/ الاستحمام)، الأسطح، البخار والنار.
الحرق الكيميائيّ: ينجم عن زيادة التعرّض للموادّ الكيميائيّة (مثلًا: موادّ التنظيف في المنزل أو الموادّ الصناعيّة في مكان العمل)، وخصوصًا المستحضرات التي تحتوي على موادّ مثل الأحماض والقواعد.
الحرق الكهربائيّ: ينجم عن ملامسة مصدر كهربائيّ وعن التعرّض لتيّار كهربائيّ؛ عندما يمرّ مثل هذا التيّار ذي الطاقة العالية عبر الجسم – يقوم الجسم بتحويله إلى حرارة، وهذا يسبّب حرقًا.
حروق الشمس: ردّ فعل التهابيّ لخلايا الجلد للأشعّة فوق البنفسجيّة (UV).
-
كيف تصنّف الحروق؟
تُصنّف الحروق حسب العمق الذي توغّلت إليه والمنطقة التي غطّتها من الجسم. الحروق من الدرجة الأولى تتلف الطبقة الخارجيّة من الجلد (البشرة). تؤدّي الحروق من الدرجة الثانية إلى إصابة الطبقة السفليّة (الأدَمَة)، أيضًا. تتسبّب الحروق من الدرجة الثالثة في الإضرار بهاتين الطبقتين من الجلد (بما في ذلك بصيلات الشعر والغدد العرقيّة)، أو تدميرهما تمامًا، وإصابة الأنسجة الأساسيّة. تصل الحروق من الدرجة الرابعة إلى الأنسجة الدهنيّة، وتصل الحروق من الدرجة الخامسة إلى العضلات، وتصل الحروق من الدرجة السادسة إلى العظام. تلتئم الحروق العميقة بشكل أبطأ وعلاجها أكثر صعوبة. الحروق العميقة تهدّد الحياة جدًّا وقد تستدعي البتر.
تشمل الحروق الطفيفة الحروق من الدرجة الأولى في أيّ مكان من الجسم/ الحروق من الدرجة الثانية التي يقلّ عرضها عن 5-7.5 سم؛ تشمل الحروق الشديدة الحروق من الدرجة الثالثة وما فوق/ الحروق من الدرجة الثانية التي يزيد عرضها عن 5-7.5 سم/ الحروق من الدرجة الثانية في اليدين، القدمين، الوجه، الفخذ، الأرداف أو فوق المفصل المركزيّ.
-
كيف يكون ردّ فعل الجسم على الحروق؟
عندما تكون الحروق كبيرة/ عميقة، قد يبالغ الجهاز المناعيّ في ردّ فعله عبر إحداث التهاب حادّ وبالتالي مفاقمة الضرر اللاحق بأعضاء الجسم. يمكن أن يؤدّي ردّ الفعل الالتهابيّ هذا إلى فقدان السوائل والانخفاض الحادّ في ضغط الدم (حالة تعرف باسم الصّدمة)، أيضًا. يمكن أن يحدث، أيضًا، احتباس للسوائل في داخل الجسم، ما يؤدّي إلى تورّم (وذمة/استسقاء). قد تتضرّر وظيفة الأنسجة والأعضاء إن لم تتلقَّ الأنسجة والأعضاء ما يكفي من الأكسجين بسبب الصّدمة، الوذمة أو لأيّ سبب آخر. تُعتبر الرئتان، القلب، الدماغ والكلى حسّاسة لهذا الأمر بشكل خاصّ.
بالإضافة إلى ذلك، بسبب الضرر اللاحق بالجلد (الحاجز الواقي للجسم)، يزداد خطر دخول الملوِّثات. كما تُضعف الحروق جهاز المناعة، وبالتالي يصبح من الصعب أكثر على الجسم أن يحارب هذه الملوّثات. الأعراض التي قد تصاحب الحروق هي السّعال، الألم في الحلق وصعوبات التنفّس.
-
ما هي الأمثلة على كيفيّة معالجة الحروق من قبل الطاقم الطبّيّ؟
يتمّ علاج الحروق وفقًا لطبيعة وشدّة الحرق، وموقعه أيضًا. هناك علاجات مختلفة، وسيُحدّد الطاقم الطبّيّ العلاج الأنسب. قد تشمل العلاجات المختلفة تغطية المنطقة المحروقة بضمادات معقّمة مع مضادّات حيويّة موضعيّة (كْريمات أو مراهم) أو بلفافات فضّيّة طويلة الأمد لمنع الالتهابات. تتطلّب الحروق من الدرجة الثالثة أو أعلى، وأحيانًا من الدرجة الثانية، إعطاء سوائل للحفاظ على ضغط الدم السليم والوقاية من الصدمة. قد تتطلّب الحروق الكبيرة استئصال الأنسجة المحترقة وزرع جلد.
-
كيفيّة الوقاية من الحروق؟
يمكننا الوقاية من الحروق. يمكننا القيام بذلك على النحو التالي:
- يجب استخدام معدّات وأجهزة آمنة (مثلًا: فرن لا يحتوي على لهب مكشوف، غلّاية ذات سلك قصير وموقد ثابت).
- يجب تحديد ارتفاع اللهب في بيئة منزليّة.
- يجب منع الأطفال من الوصول إلى مصادر الحرارة، حتّى لو كانوا مع إخوتهم الكبار (مثل الأفران، الغلّايات، المواقد، الأطعمة والمشروبات الساخنة، كانون النار ومنقل الشواء، موادّ التنظيف والمقابس الكهربائيّة (تركيب أغطية عليها))، وإبعاد أشياء مثل أعواد الثقاب والولّاعات عنهم، وإرشادهم بشأن توخّي الحذر.
- يُنصح بتركيب كاشف دخان ورشّاش ماء.
- التدخين في السرير ممنوع.
- التأكّد من أنّ مصادر الحرارة النشطة – مثل المواقد، المدافئ والشموع المشتعلة – غير موجودة بجانب أشياء قابلة للاشتعال (مثل الستارة)، ويُمنع تركها بدون رقابة.
- يجب فحص درجة حرارة الماء في حوض الاستحمام قبل وضع الطفل فيه، ولا يسمح للأطفال دون سنّ الخامسة بالاستحمام بمفردهم (ولا حتّى مع إخوتهم الكبار).
- يجب تجنُّب التعرّض المطوَّل لأشعّة الشمس، ووضع الكْريم الواقي من الشمس عند الضرورة.
*ليس من شأن ما ورد في هذه المقالة أن يشكّل توصية و/أو استشارة طبّيّة. لمزيد من المعلومات، يُرجى التوجّه إلى الطبيب/ة المعالِج/ة.
يرجى الانتباه إلى أنّه تمّت صياغة وكتابة المقالات الواردة في هذا الموقع أساسًا باللغة العبريّة، ومن ثمّ تُرجمت إلى اللغة العربيّة. لذلك، قد تجدون بعض الاختلافات و/أو عدم الملاءَمة التامّة بينها وبين مقالات الموقع باللغة العبريّة.









