
تعانون من الحساسيّة؟ إليكم خرافات وحقائق عن الحساسيّة
ها هو الخريف ذو السحاب، الرياح والمطر، التي تجعلنا جميعًا في حالة قلق من الرشح. كانت جدّتي تقول "اِلبسْ جاكيت"، وكانت أمّي تحذّر "لا تخرجي وشَعركِ رطب"، وكانت العمّات والأعمام يحبسون أنفاسهم عند كلّ عطسة أو "تمخِيطَة".
الحساسيّة هي مرض مزمن ناجم عن ردّ فعل غير سليم (زائد) لجهاز المناعة تجاه مجموعة متنوّعة من الموادّ التي غالبًا ما تكون غير ضارّة للإنسان. لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسيّة، يحدّد الجهاز المناعيّ المادّة الغريبة باعتبارها غازية ويشكّل ردّ فعل عليها. تنشّط هذه الأجسام المضادّة خلايا الجهاز المناعيّ وتجعلها تطلق موادّ پروتينيّة (مثل الهيستامين) تثير ردّ الفعل التحسّسيّ.
إذًا، إليكم هنا بعض الخرافات والحقائق التي ربّما لم تعرفوها عن الحساسيّة والتهاب الأنف التحسّسيّ.
غير دقيق: صحيحٌ أنّ التهاب الأنف التحسّسيّ (حُمّى القشّ) نموذجيّ لأشهر فصلَي الخريف والربيع بسبب الحساسيّة لحبوب اللقاح التي تحملها الرياح خلال هذين الموسمين من العام، إلّا أنّ التهاب الأنف التحسّسيّ يمكن أن يظهر على مدار السنة كلّها، بسبب مسبّبات الحساسيّة الموجودة في المنزل، مثل عثّ غبار المنزل، العفن والحيوانات الأليفة.
صحيح: تشير الأبحاث إلى أنّ التغيُّرات المناخيّة تؤثّر على مدّة موسم الإزهار وعلى كمّيّة حبوب اللقاح التي تحملها الرياح.
غير صحيح: إنّ التهاب الأنف التحسّسيّ (حُمّى القشّ) يمكنه أن يؤدّي إلى اضطرابات النوم، التعب والنعاس في أثناء ساعات النهار. بكلمات أخرى، هناك علاقة بين أعراض التهاب الأنف التحسّسيّ وبين الصعوبات في الأداء اليوميّ، في العمل والدراسة. كذلك، يمكن أن يُؤدّي التهاب الأنف التحسّسيّ إلى التغيُّب بكثرة عن العمل والدراسة.
كذلك، لالتهاب الأنف التحسّسيّ تأثير على الحالة المزاجيّة، فهو يثير العصبيّة وبعض الصعوبات الأخرى. لا يعرف الأطفال دائمًا كيف يعبّرون عمّا يشعرون به، لكنّ الكثير من الآباء يقولون إنّهم شعروا بالضيق، وحتّى بالعصبيّة، لدى أطفالهم، خلال الفترات التي ظهرت فيها أعراض الحساسيّة. بالإضافة إلى ذلك: يمكن أن تؤدّي الحساسيّة غير المعالَجة إلى تفاقم المشاكل المزمنة الأخرى مثل الربو، التهاب الجيوب الأنفيّة والتهاب الجلد التأتُّبي (الإكزيمة).
إحدى التوصيات لمَن يعانون من التهاب الأنف التحسّسيّ هي محاولة تجنّب مسبّبات الحساسيّة التي تثيره. المشكلة هي أنّ هذا ليس ممكنًا دائمًا، لأنّه، كما سبق الذكر، هناك الكثير من مسبّبات الحساسيّة التي يتمّ حملها في الهواء. لذلك، لتخفيف احتقان الأنف والأعراض الأخرى، يمكن تناول دواء للحساسية، مثل أليرجي X – المخصّص لعلاج التهاب الأنف التحسّسيّ، الحساسيّة الموسميّة والدائمة (والأعراض المصاحبة لها مثل العطس، الوخز والعيون الدامعة) وحساسيّة الجلد – الشرى (أُرتيكاريا). ينتمي أليرجي X إلى عائلة مضادّات الهيستامين (يحتوي على المادّة الفعّالة لوراتادين، التي تسبّب النعاس بشكل أقلّ من الموادّ الفعّالة لمضادّات الهيستامين الأخرى) – أدوية تحجب تأثير الهيستامين وتقلّل أعراض الحساسيّة. الجرعة المُوصى بها للبالغين وللأطفال فوق سنّ 6 سنوات (يزيد وزنهم عن 30 كغم) هي، عادةً، قرص واحد مرّة واحدة يوميًّا مع الطعام أو بدونه. يجب مراجعة نشرة المستهلك قبل الاستخدام.
صحيح، لكن: رغم أنّ أعراض الحساسيّة الموسمية غالبًا ما تظهر لأوّل مرّة في سنّ 4 حتّى 15 عامًا، إلّا أنّ الحساسيّة الموسميّة يمكن أن تظهر في أيّ عُمر، وقد تتفاقم بمرور السنين.
غير صحيح: وفقًا للمعطيات الطبّيّة، فإنّ نحو %80 من الأطفال الذين شُخِّص لديهم التهاب الأنف التحسّسيّ سيستمرّون في المعاناة منه حتّى بعد 10 سنوات، ونحو %40 من الشباب الذي شُخِّص لديهم التهاب الأنف التحسّسيّ قد يعانون من الأعراض حتّى بعد 20 عامًا.
غير دقيق: عندما يتعلّق الأمر بالقطط، فإنّ الموادّ المسبّبة للحساسيّة لديها تنشأ من الغدد الثدييّة الموجودة في الجلد والپروتينات الموجودة في اللعاب. ينتشر لعاب القطط على فرائها عندما تنظّف القطّة نفسها عن طريق اللعق. لدى الكلاب - المصدر الرئيسيّ لمسبّبات الحساسيّة هو لعابها، بالإضافة إلى ذلك هناك حساسيّة من الپروتين الموجود في بول الكلاب الذكور، وهو نفس الپروتين الموجود في فراء الكلاب أيضًا.
على الرغم من ذلك، قد تحمل الحيوانات ذات الفراء الموادّ المسبّبة للحساسيّة من مصادر أخرى، مثل الغبار؛ لكنّ الفراء نفسها لا تكون محفّزًا في العادة.
*ليس من شأن ما ورد في هذه المقالة أن يشكّل توصية و/أو استشارة طبّيّة. لمزيد من المعلومات، يُرجى التوجّه إلى الطبيب/ة المعالِج/ة.
يرجى الانتباه إلى أنّه تمّت صياغة وكتابة المقالات الواردة في هذا الموقع أساسًا باللغة العبريّة، ومن ثمّ تُرجمت إلى اللغة العربيّة. لذلك، قد تجدون بعض الاختلافات و/أو عدم الملاءَمة التامّة بينها وبين مقالات الموقع باللغة العبريّة.