اضطراب الإصغاء والتركيز شائع جدًّا لدى الأطفال وأحد "الأعراض الجانبيّة" الشائعة له هو مشاكل النوم. لماذا يحدث ذلك، وكيف يُنصَح بعلاج اضطراب الـ ADHD، وأيضًا: 5 نصائح تساعدكم على التعامل مع مشاكل النوم

اضطراب الإصغاء والتركيز، أو بالإنچليزيّة attention deficit and hyperactivity disorder ,ADHD، يتجلّى بظهور واحد أو أكثر من الأعراض التالية: فرط النشاط، الاندفاع وصعوبات التركيز. هذه الظاهرة شائعة جدًّا بين الأطفال، وتؤثّر بشكل واضح على أدائهم اليوميّ في عدّة مستويات: المعرفيّة، الدراسيّة، السلوكيّة، الشعوريّة والاجتماعيّة.

من جملة الأمور، يمكن أن يؤدّي اضطراب الإصغاء والتركيز إلى مشاكل في النوم، والتي هي، في حدّ ذاتها، لها عواقب كثيرة على أداء الطفل. يبلّغ نحو %25-%50 من أهالي الأطفال الذين لديهم اضطراب الإصغاء عن اضطرابات في النوم أيضًا، مع التركيز على صعوبة النوم ثمّ صعوبة النوم المتواصل. وهذا يعني أنّ هؤلاء الأطفال هم أكثر عرضة بـ 2-3 مرّات للمعاناة من اضطرابات النوم، مقارنةً بالأطفال الذين ليس لديهم ADHD. إنّ نقص النوم لدى الأطفال يؤثّر سلبًا على طريقة تفكيرهم، أدائهم وسلوكهم. كذلك فإنّ أعراض نقص النوم لدى الأطفال تشبه أعراض اضطراب الإصغاء، وقد تكون مفرطة النشاط واندفاعيّة.

لماذا يسبّب اضطراب الإصغاء والتركيز مشاكل في النوم؟

لا يزال سبب اضطرابات النوم لدى الأشخاص الذين لديهم اضطراب الإصغاء والتركيز بمثابة لغز لم يتمّ حلّه. تقول إحدى النظريّات إنّ ADHD يؤدّي إلى صعوبات في النوم بسبب صعوبة التنظيم في ساعات المساء والالتزام بوقت محدّد للنوم. من ناحية أخرى، يمكن الادّعاء بأنّ الأشخاص الذين لديهم ADHD هم أكثر حساسيةً للعوامل الخارجيّة والبيئيّة التي تؤثّر على عادات النوم.

تمّ تحديد عدّة عوامل لاضطرابات النوم لدى أولئك الذين يعانون من اضطراب الإصغاء والتركيز: أوّلًا، الصعوبة في تحديد موعد النوم لدى الأطفال والمواظبة عليه. ثانيًا، استهلاك موادّ تنبّه (تحفّز) الجهاز العصبيّ، مثل الكافيين الموجود في القهوة، الشاي (الذي يحتوي على مادّة الكافيين أيضًا) والشوكولاتة. كذلك فإنّ الأدوية المتّبع استخدامها لـ ADHD تنبّه الجهاز العصبيّ وقد تسبّب اضطرابات النوم أو تؤدّي إلى تفاقمها.

الحالات الإضافيّة التي تؤثّر على النوم هي اضطرابات أخرى، لا علاقة لها باضطرابات الإصغاء والتركيز، مثل القلق والاكتئاب. هذه الاضطرابات هي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم ADHD.

في أوساط البالغين، يُعتَبر استهلاك الكحول ذا تأثير سلبيّ على القدرة على النوم بشكل صحيح. لذلك، يُوصى بالاعتدال في استهلاك المشروبات الكحوليّة والتشاور المسبق مع الطبيب المعالِج بسبب الخطر الكامن في الدمج بين الأدوية والكحول.

كيف نعالِج اضطراب الإصغاء والتركيز؟

اضطراب الإصغاء والتركيز هو حالة مزمنة، لذا فهي تتطلّب علاجًا طويل الأمد. يشمل علاج ADHD علاجًا سلوكيًّا و/أو دوائيًّا بالتعاون مع المدرسة أو الاختصاصيّ النفسيّ، لكي يتمّ اتّخاذ كلّ قرار متعلّق بالعلاج بالتعاون ما بين الطبيب المعالِج، الوالدين والطفل سعيًا إلى إيجاد أفضل علاج له.

يُوصى بالعلاج الدوائيّ لاضطراب الإصغاء والتركيز للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات. الأدوية الشائعة هي أدوية منبِّهة. يؤدّي تناول هذه الأدوية إلى تحسّن في الأعراض لعدّة ساعات، حتّى يتمكّن المعالَج من التركيز، الدراسة وإدارة مهامّه. لكن، قد تكون لهذه الأدوية أعراض جانبيّة، مثل فقدان الشهيّة، زيادة وتيرة نبض القلب وارتفاع ضغط الدم، الصداع أو آلام البطن، جفاف الفم، بالإضافة إلى تأثيرها على المزاج ومشاكل النوم.

لهذا السبب، يجب رصد فعالية العلاج الدوائيّ، إذا تمّ استخدامه، بمرور الوقت. كذلك، يُوصى بإنشاء قناة اتّصال مفتوحة بين الوالدين والمعلّم، عبر استخدام دفتر ملاحظات مع تقرير يوميّ أو أسبوعيّ، مثلًا.

كيف نتعامل مع مشاكل النوم الناجمة عن ADHD؟

لقد جمعنا لكم خمس طرق للتّعامل الفعّال:

1. واظبوا على عادات نوم صحّيّة

حافظوا على ساعات نوم منتظمة، حتّى خلال عطلة نهاية الأسبوع. للبالغين: تجنّبوا الكافيين بدءًا من فترة ما بعد الظهر وحاولوا ألّا تستهلكوا النيكوتين (السچائر) والكحول بالقرب من وقت النوم.

2. جهِّزوا بيئة هادئة للنوم

تذكّروا أنّ السرير مخصّص للنوم فقط، ولذلك فإنّ خلق بيئة هادئة سيُساهم في النوم الجيّد. عتّموا غرفة النوم، واحرصوا على الهدوء، وعلى حالة جوّ لطيفة وراحة قصوى. يُنصح بترك جميع الأجهزة الإلكترونيّة خارج غرفة النوم (تلفاز، هاتف خلويّ، ألعاب ڤيديو)، لأنّ هذه تسبّب تحفيزًا مفرطًا للدماغ. بهذه الطريقة ستُهيّئون بيئة أكثر ودّيّةً للنوم. قد يمنع الضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونيّة إفراز هرمون النوم، الميلاتونين، ويعيق النوم.

3. مارسوا نشاطًا بدنيًّا خلال النهار

يساعد النشاط البدنيّ على تقليل فرط النشاط والشعور بالأرق المصاحب لاضطراب الإصغاء والتركيز. في المقابل، قد تؤدّي ممارسة التمارين الرياضيّة في وقت قريب من موعد النوم إلى تفاقم صعوبة النوم. لذلك، فإنّ الوقت الموصى به لممارسة الرياضة هو حتّى ثلاث ساعات قبل النوم.

4. تقيَّدوا بمواعيد الأكل

الوجبة الثقيلة قبل النوم تقلّل من جودته، ولذلك يُنصح بتناول الطعام بشكل أكثر انتظامًا طوال اليوم. يستطيع الأطفال الذين لا يتناولون سعرات حراريّة كافية خلال النهار تناول وجبة صغيرة قبل الذهاب إلى النوم، وذلك للحفاظ على وزن سليم.

5. تشاوروا مع الطبيب المعالِج

إذا لم تساعد هذه الطرق في تحسين جودة ومدّة النوم، يمكنكم التفكير في العلاج الدوائيّ، وفقًا لتوصية الطبيب المعالِج، بالطبع.

*ليس من شأن ما ورد في هذه المقالة أن يشكّل توصية و/أو استشارة طبّيّة. لمزيد من المعلومات، يُرجى التوجّه إلى الطبيب/ة المعالِج/ة.

يرجى الانتباه إلى أنّه تمّت صياغة وكتابة المقالات الواردة في هذا الموقع أساسًا باللغة العبريّة، ومن ثمّ تُرجمت إلى اللغة العربيّة. لذلك، قد تجدون بعض الاختلافات و/أو عدم الملاءَمة التامّة بينها وبين مقالات الموقع باللغة العبريّة.