Teva Worldwide Tevapharm طيفع اسرائيل Teva Worldwide Tevapharm طيفع اسرائيل teva logo icon teva logo icon البحث البحث

اضطراب الإصغاء والتركيز – دليل أوّليّ

Getty images: shapecharge

ADHD هو اضطراب نمائيّ-عصبيّ شائع، يسبّب صعوبات في الأداء الدراسيّ، الاجتماعيّ والأسَريّ. ما هي عوامل الخطر والأعراض وكيف يتمّ تشخيصه وعلاجه؟

اضطراب الإصغاء والتركيز (ADHD - Attention Deficit Hyperactivity Disorder) هو اضطراب نمائيّ-عصبيّ شائع، يسبّب صعوبات في الأداء الدراسيّ، الاجتماعيّ والأسَريّ. في العقد الأخير كانت هناك زيادة في انتشاره في جميع أنحاء العالم، وفي إسرائيل، أيضًا. ويعود هذا، على ما يبدو، إلى زيادة الوعي بشأنه، والحديث الواسع عنه واتّساع نطاق تشخيصه.

ما هي أعراضه؟

الأعراض الأساسيّة لـ ADHD هي نقص الإصغاء، فرط النشاط والاندفاع، لكن لا تظهر هذه الأعراض الثلاثة معًا دائمًا. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون لدى الشخص نقص في الإصغاء لكن بدون فرط النشاط والاندفاع. ينعكس نقص الإصغاء، مثلًا، في صعوبة الحفاظ على التمحوُر، النظام والترتيب، شرود الذهن، التحليق بالخيال، عدم الانتباه، المماطلة، صعوبة المثابرة في أداء عمل/مهمّة، القفز بين المهامّ وصعوبة إنهائها، تشتُّت الفكْر، الفوضى، صعوبة التصرّف في الشؤون اليوميّة، صعوبة التخطيط والتقيّد بجدول زمنيّ، التأخُّر، وضعف الذاكرة على المدى القصير. ينعكس فرط النشاط، مثلًا، في الهيجان، الحاجة إلى تحسُّس الأشياء دون توقّف، عدم الهدوء، التحدُّث المفرط، السريع والترابطيّ، مقاطعة كلام الآخرين والصعوبة في إجراء محادثة. ينعكس الاندفاع، مثلًا، في القرارات والأفعال المتسرِّعة، الرغبة في المكافأة الفوريّة وعدم تأجيل الإرضاء والإشباع. 

تظهر هذه الأعراض في الطفولة (في سنّ 3 إلى 6 سنوات، أحيانًا)، ويستمرّ قسم كبير من الأطفال في المعاناة منها حتّى في سنّ المراهقة والبلوغ. ومن الممكن لها أن تسبّب اضطرابًا في الأداء في شتّى المجالات (مثل الدراسة، العمل، المجتمع والحياة الزوجيّة)، وأن يكون لها تأثير سلبيّ على المحيط القريب، أيضًا.

ومن هنا، فإنّ الكثير من الأطفال الذين لديهم ADHD يجدون صعوبة في الدراسة، كما تبيّن أنّ تحصيلهم في مختلف المجالات، مثل الحساب والقراءة، يكون أقلّ بكثير من تحصيل الأطفال الذين ليس لديهم هذا الاضطراب. إضافةً إلى ذلك فإنّهم يجدون صعوبة في تكوين علاقات اجتماعيّة سليمة، وبالتالي فهم يعانون من الإحباطات وخيبات الأمل، القلق، التوتّر، نوبات الإحباط والغضب.

ونظرًا لكون هذا الاضطراب نمائيًّا، فالاعتقاد المُرجَّح هو أنّه لا يمكن أن يتطوّر لدى البالغين دون ظهوره في الطفولة أوّلًا. مع ذلك، فإنّ الطريقة التي تؤثّر بها الأعراض على البالغين قد تكون مختلفة تمامًا عن الطريقة التي تؤثّر بها على الأطفال. على سبيل المثال، ينخفض لديهم النشاط المفرط، بينما يميل نقص الإصغاء والتركيز وضعف الأداء التنفيذيّ إلى التفاقم مع ازدياد التوتّرات الحياتيّة. وينعكس ذلك، في الأساس، في قلّة الحذر وعدم الانتباه إلى التفاصيل، البدء بمهامّ جديدة قبل الانتهاء من المهامّ القديمة، تردّي المهارات التنظيميّة، عدم التركيز، عدم تحديد أولويّات، فقدان الأشياء، النسيان، عدم الهدوء والعصبيّة، الصعوبة في التزام الهدوء، مقاطعة حديث الآخرين، تقلّبات المزاج، عدم القدرة على التعامل مع حالات الضغط، نفاد الصبر بشكل حادّ، والمخاطرة (مثلًا: القيادة الخطرة).

ما هي الآليّة الدماغيّة التي تؤدّي إلى الاضطراب؟

وفقًا للنظريّة الأساسيّة في هذا المجال، فإنّ ADHD يتطوّر بسبب ضرر يطال ضبط اثنين من الناقلات العصبيّة والكيميائيّة التي تحفّز النشاط العصبيّ، والتي تؤدّي دورًا في التفكير والانتباه، وهما: دوپامين ونورادرينالين (نورپينفرين). وعليه، فإنّ الأدوية المنبّهة (مثل ميثيلفينيدات وأمفيتامينات)، التي تزيد من مستوى دوپامين ونورادرينالين في الدماغ، تُعتَبَر فعّالة جدًّا في علاج ADHD.

ما هي عوامل الخطر المحتملة؟

* الوراثة: من المعروف اليوم أنّ الأقارب من الدرجة الأولى (مثل الأخوة والأولاد) لأشخاص لديهم ADHD يكونون عرضةً بدرجة عالية لتشخيص الاضطراب لديهم مقارنةً بعموم السكّان. يشير بعض الأبحاث إلى وجود علاقة بين الاختلافات الجينيّة لمستقبلات الدوپامين وبين ADHD.

* حَمْل الأمّ الذي يشمل تدخين سجائر/ استهلاك كحول أو تعاطي مخدّرات/ مرض السكّريّ.

* التعرُّض لسموم بيئيّة – سواء الأمّ في فترة الحَمْل أو الإنسان في طفولته.

* الولادة المبكِّرة/ الخداج/ الوزن المنخفض عند الولادة.

* إصابة دماغيّة.

* عوامل بيئيّة، مثل المكانة الاجتماعيّة-الاقتصاديّة المتدنّية، الفقر، البطالة، التعليم المتدنّي والاكتظاظ – من شأن هذه كلّها أن تُؤثّر على حدّة الاضطراب ونتائجه.

كيف نشخّصه؟

يُسمَح في إسرائيل بتشخيص هذا الاضطراب لكلٍّ من: اختصاصيّ في طبّ الأعصاب للأطفال ونموّ الطفل، اختصاصيّ في الطبّ النفسيّ للأطفال والفتيان، طبيب أطفال يتمتّع بخبرة لا تقلّ عن ثلاث سنوات في نموّ الطفل، طبيب أطفال/أسرة اختصاصيّ أنهى الاختصاص واكتسب خبرة في مجال ADHD، واختصاصيّ في طبّ الأعصاب أو الطبّ النفسيّ للبالغين.

يتمّ التشخيص، غالبًا، مع الدخول إلى المدرسة. وهو يرتكز على معلومات من الطاقم التربويّ وأولياء الأمور، وعلى انطباع سريريّ عامّ عن الطفل، وعلى التاريخ المفصَّل (بما في ذلك الخلفيّة العائليّة)، وعلى الفحوص الطبّيّة لنفي وجود أسباب أخرى للأعراض، وعلى تقييم كامل وفقًا لمعايير الـ DSM- (كتاب التشخيصات النفسيّة الذي تصدره الجمعيّة الأمريكيّة للطبّ النفسيّ) التي تتناول أعراض الاضطراب، الاستبيانات التشخيصيّة التي يملأها أولياء الأمور والمعلّمون، وإذا اقتضت الضرورة – أدوات تشخيصيّة إضافيّة، مثل الاختبارات المحوسبة/ النفسيّة والتقييم المعرفيّ (الإدراكيّ). 

وفي تشخيص البالغين أيضًا، غالبًا ما يستند الاختصاصيّ على معلومات من مصادر عديدة، مثل محادثة مع المعالَج، مراجعة تاريخه وأدائه في الحاضر والماضي (مثلًا: في العمل، المجتمع وشبكات العلاقات)، أعراضه، ومعطيات يتمّ تلقّيها من أفراد الأسرة والأقارب، وأحيانًا من معلّمين سابقين. في بعض الأحيان، تُجرى أيضًا اختبارات للقدرة المعرفيّة من أجل نفي وجود عسْر التعلّم. يتمّ تشخيص البالغين أيضًا بناءً على معايير عينيّة في الـ DSM تتناول أعراض الاضطراب. مع ذلك، لا تتمّ المصادقة على التشخيص في حال لم تكن الأعراض قائمة في الطفولة. وسبب ذلك هو أنّ اضطراب الإصغاء والتركيز هو اضطراب نمائيّ-عصبيّ، والتفسير المرجَّح هو أنّه لا يمكن أن يتطوّر أوّلًا في مرحلة البلوغ.

كيف نعالجه؟

الأدوية المنبِّهة هي الخيار الأوّل لعلاج ADHD دوائيًّا. فهي تقوم، لدى نحو %70 من الأطفال، بتحسين الأداء والقدرات المعرفيّة وبتعزيز الإصغاء والتركيز. إلّا أنّها لا تحلّ المشكلة السلوكيّة، الاجتماعيّة والدراسيّة (التحصيل الدراسيّ) بشكلٍ تامّ لدى معظم الأطفال. لذلك، من المهمّ التشديد أيضًا على العلاقة بين الطفل، الوالدين والجهاز المدرسيّ وإجراء مُلاءَمات وتعديلات في بيئة التعليم (مثلًا: جعل الطفل قريبًا من المعلّم في الصفّ). بالإضافة إلى ذلك، من المهمّ أن يتلقّى الطفل عنايةً شموليّة داعمة – على سبيل المثال: سلوكيّة، نفسيّة، تربويّة وأسَريّة – من أجل علاج الاضطرابات السلوكيّة، ودفع التعلّم الأكاديميّ والاجتماعيّ، وتحسين التكيُّف والتقييم الاجتماعيّ. توجد مراكز تشخيص وعلاج متعدّدة الاختصاصات تقدّم مثل هذه الرعاية الشموليّة.

من الممكن أن يجني البالغون فائدة من تلك العلاجات، وخصوصًا من الأدوية المنبِّهة ومن تعلّم تقنيّات لإدارة السلوك والحياة اليوميّة (مثلًا: في العلاج السلوكيّ-المعرفيّ، CBT).

للتلخيص، ADHD هو اضطراب نمائيّ-عصبيّ شائع يتمّ تشخيصه، في الأساس، في مرحلة الطفولة، وغالبًا ما يستمرّ حتى مرحلة البلوغ. من المهمّ تشخيصه مبكّرًا وعلاجه لمنع حدوث ضرر للأداء السلوكيّ، الدراسيّ، الاجتماعيّ والأسَريّ.


*ليس من شأن ما ورد في هذه المقالة أن يشكّل توصية و/أو استشارة طبّيّة. لمزيد من المعلومات، يُرجى التوجّه إلى الطبيب/ة المعالِج/ة.

يرجى الانتباه إلى أنّه تمّت صياغة وكتابة المقالات الواردة في هذا الموقع أساسًا باللغة العبريّة، ومن ثمّ تُرجمت إلى اللغة العربيّة. لذلك، قد تجدون بعض الاختلافات و/أو عدم الملاءَمة التامّة بينها وبين مقالات الموقع باللغة العبريّة.


مقالات أخرى حول الموضوع

كلّ ما عليك معرفته عن الحصول على ترخيص لاستخدام الكنابس الطبّيّ

الكنابس الطبّيّ للأطفال – معلومات مهمّة للمتردّدين

الكنابس الطبّيّ (القنب الطبّيّ) والأعراض الجانبيّة – 3 حقائق من المهمّ معرفتها

الحالات الطبّيّة التي يمكن للكنابس أن يكون مفيدًا لها، وكذلك بعض المخاطر

خرافات وحقائق عن الحساسيّة

ما تجب معرفته عن الاختلافات بين ڤيروس الـ HIV ومرض الإيدز

خلل الحركة المتأخِّر – Tardive Dyskinesia – المرض الذي يمكن أن تُسبِّبه الأدوية المضادّة للذهان

اضطراب الحركة – خلل الحركة المتأخِّر (Tardive Dyskinesia) – حقائق وخرافات

كيف يُلحق ADHD الضّرر بالأداء الإدراكيّ وبجودة الحياة؟

علاج اضطراب الإصغاء والتركيز – خرافات وحقائق