
بالإضافة إلى حقيقة أنّ للنظام الغذائيّ المتوازن أهمّيّة بالغة، فإنّ للغذاء تأثيرًا غير قليل على الأدوية وفعاليّتها. د. ڤرديت كلَمارو، صيدلانيّة سريريّة وخبيرة في العلاج الدوائيّ، تقدّم هنا قواعد أساسيّة مهمّة
"المرء هو ما يأكله" ربّما يكون شعارًا، لكنّه بالتأكيد صحيح. لكن، قبل أن نتحدّث عن الغذاء والعلاج الدوائيّ، من المهمّ أن نفهم أنّ نمط الحياة الصحّيّ ليس شعارًا، وإنّما هو أساس كلّ شيء. إنّ نمط الحياة الصحّيّ، الذي يشمل نظامًا غذائيًّا متوازنًا، نشاطًا رياضيًّا ونومًا جيّدًا كافيًا، هو خطّ دفاعنا الأوّل قبل وقت طويل من العلاج الدوائيّ، وهو غالبًا ما يضمن العلاج بقدر أقلّ من الأدوية. مع ذلك، تكون هناك حاجة أحيانًا إلى علاج دوائيّ، وهو علاج يهدف إلى تحسين الحالة الصحّيّة أو حلّ مشكلة طبّيّة أو تخفيف حدّتها.
يتبنّى عدد غير قليل من الناس رأيًا خاطئًا مفاده أنّه إذا كانوا يتلقّون العلاج الدوائيّ فلا داعي لمواصلة الحرص على نمط حياة صحّيّ، ولكنّ هذا غير صحيح. على خلاف ذلك - من المهمّ الحفاظ عليه سويّة مع العلاج الدوائيّ، لأنّ الدمج بينهما يحقّق العلاج الأفضل والأشمل. عادةً، مع تقدّم العمر تكون هناك زيادة في استهلاك الأدوية لأمد طويل، سواء أكان لعلاج الأمراض المزمنة أو لعلاج تدهور وشيخوخة الأجهزة المختلفة. لذلك، من المهمّ أن نفهم ليس فقط الجانب الطبّيّ وأهمّيّة نمط الحياة الصحّيّ، وإنّما مدى تأثير الغذاء أيضًا.
انضمّوا إلينا إلى مجتمع "نهتمّ بالمعتنين" في الفيسبوك

يستدعي تناول المكمّلات الغذائيّة والأدوية فحص التفاعلات بينها، ويتطلّب الحرص على تناولها وفقًا للتعليمات. تجدر الإشارة إلى أنّه مع تقدّم العمر، وبسبب تغيّرات فسيولوجيّة وتكرار استخدام الأدوية بشكل أكبر، تزداد مخاطر الاصطدام بين الأدوية والمكمّلات الغذائيّة، ويُعدّ الغذاء عاملًا آخر يجب أخذه في الاعتبار.
عند نتناول دواءً عن طريق الفم، فغالبًا ما يتمّ امتصاصه عن طريق الجهاز الهضميّ ثمّ يصل إلى الكبد، حيث تتمّ عمليّات الاستقلاب/الأيض، أي أنّ الإنزيمات تفكّكه. في بعض الأحيان، يمكن أن يؤثّر الغذاء على عمليّات الامتصاص أو التفكيك. يؤثّر الغذاء على تناول الدواء بعدّة آليّات، على سبيل المثال يمكن أن يكون للغذاء تأثير سلبيّ على الدواء – يمكن أن يرتبط بالدواء ويمنع امتصاصه. تحدث هذه العمليّة، مثلًا، مع الأدوية التي تُعطى لعلاج ترقّق العظام ومنتجات الحليب – لهذا، يجب الاستفسار من الصيدلانيّ في الصيدليّة عن كيفيّة تناولها. هناك آليّة أخرى لتأثير الغذاء على الأدوية، وهو بالذات يمكن أن يكون إيجابيًّا: هناك أدوية يمكن أن تسبّب آلامًا في البطن، لكنّ تناولها مع الغذاء يقلّل من مخاطر الأعراض الجانبيّة لهذا النوع. يوصى بتناول بعض المضادّات الحيوية بعد الأكل لتقليل الأعراض الجانبيّة المحتملة.
لا توجد أمور بديهيّة بشأن موعد تناول الدواء. كما ذكرنا، هناك أدوية يجب تناولها بعد الأكل، وهناك أدوية يجب تناولها على "معدة فارغة". كلّ دواء له تعليماته الخاصّة بشأن تناوله ويجب اتّباعها لأنّها مهمّة لفعاليّة العلاج. إذا كان من الأفضل تناول الدواء قبل الطعام أو بعده – من الواضح أنّ هذا الأمر يتعلّق بمركّبات الدواء. من المهمّ أن نفهم جيّدًا من الطبيب المعالِج، وعند شراء الأدوية من الصيدليّة من الصيدلانيّ، طريقة تناول كلّ قرص وقرص.
العبارتان "معدة فارغة" و"بعد الأكل" غير واضحتين دائمًا بما فيه الكفاية. أقترح هنا توضيح الأمور:
معدة فارغة: تناول الدواء حتّى ساعة واحدة (لا أقلّ) قبل الوجبة أو ما لا يقلّ عن ساعتين بعد الوجبة. من المهمّ أن نفهم أنّ الغذاء ليس صلبًا فقط، فالمشروب الذي يحتوي على الپروتين يُعتبر غذاءً أيضًا، فعلى سبيل المثال تناول مشروب مع الحليب أو مع الكافيين يُولّد نشاطًا في المعدة. لذلك يُنصح بشرب الماء فقط خلال هذا الوقت الذي يأتي قبل تناول الدواء وحتّى نصف ساعة بعده.
بعد الأكل/ مع الأكل: التعليمات هنا أكثر وضوحًا، والقصد هو تناول الدواء مع الأكل تمامًا أو لمدّة أقصاها نصف ساعة بعد الأكل. يكمن سبب ذلك، بشكل أساسيّ، في حقيقة أنّه بدون أكل قد يسبّب بعض الأدوية، مثل أدوية السكّري أو بعض المضادّات الحيويّة، حالة من عدم الراحة في البطن، والهدف من الغذاء هو منع حدوث مثل هذه الحالة. في حالة أدوية السكّري، من المهمّ تناول الدواء عادةً مع طعام وذلك لتجنّب حدوث انخفاض محتمل في السكّر فور بدء التأثير. من الجدير بالذكر أنّ الغذاء يمكن أن يكون أيضًا شطيرة، تفّاحة مع عسل، مخفوق أو وجبة كاملة، فالمهمّ هو وجود طعام في المعدة.
هناك بالطبع أدوية ليس من المهمّ، بشأن تناولها، أن يكون أو لا يكون هناك طعام في المعدة. من المهمّ ترتيب الأدوية طوال اليوم وفقًا لهذه التعليمات ووفقًا لأوقات تناولها الموصى بها التي حدّدها الطبيب المعالِج.
نصائح مفيدة:
مع ذلك، من المهمّ أن نفهم أنّ الأمر الأساس في العلاج الدوائيّ هو تناول الدواء. المثابرة هي جزء لا يتجزّأ من نجاح العلاج الدوائيّ، وإذا كان هناك احتمال كبير لنسيان الدواء – فمن الأفضل تناوله بدلًا من عدم تناوله على الإطلاق.

هنالك أغذية لها تأثير أكبر على الأدوية وتعرف أيضًا بكونها "المشتبه بها فورًا"، خاصّة في الحالات التي لا يعمل فيها الدواء بالشكل المتوقّع، ومن المهمّ معرفتها. القائمة الواردة هنا جزئيّة، لكنّها تهدف إلى زيادة الوعي بالتأثيرات المحتملة، وأؤكّد مرّة أخرى على أنّه، في أيّ حالة، من المهمّ التشاور مع الطبيب المعالِج وعدم اتّخاذ أي قرار بناءً على المقالات، لأنّه يجب فحص كلّ حالة بحدّ ذاتها:
عصير الچريب فروت هو أحد العوامل المعروفة التي تؤثّر على الأدوية والتفاعلات الدوائيّة، فهو ذو تأثيرات كثيرة في سياق التفاعلات الدوائيّة. على سبيل المثال، يمكن أن يؤثّر على الأدوية النفسيّة أو أدوية القلب، ووجوده في المعدة في وقت قريب من تناول الدواء يزيد من امتصاص الدواء وقد يؤدّي إلى زيادة نشاط الدواء في الجسم. الستاتينات هي من عائلة الأدوية التي يمكن لها أن تتأثّر به أيضًا.
يمكن أن يؤثّر الغذاء الذي يحتوي على كميّة كبيرة من الكالسيوم على أنواع من المضادّات الحيويّة من فئة تسمّى الكينولونات، وكذلك على أدوية أخرى مثل أدوية علاج الغدّة الدرقيّة، وقد يقلّل من فعاليّتها.
يُعتَبر الكحول أيضًا نوعًا من الأغذية التي يمكن أن تزيد من تأثير بعض الأدوية، وليس بالضرورة للأفضل، مثل أدوية النوم، أدوية تحسين الحالة المزاجيّة، الأدوية النفسيّة، وأدوية الألم مثل المسكّنات الأفيونيّة. عدا ذلك، يؤثّر الكحول أيضًا على الكبد حيث يتمّ تفكيك العديد من الأدوية. هناك تعليمات واضحة لتجنّب الدمج بين الكحول والأدوية، لكن ينبغي إجراء تقييم للفائدة مقابل المخاطر. على سبيل المثال، لا يُعتبر شرب كأس من النبيذ الأحمر بين الحين والآخر استهلاكًا إشكاليًّا للكحول، وفي الواقع فإنّ هذه العادة لها فوائد صحّيّة. بالطبع، من الضروريّ التشاور مع الطبيب المعالِج بخصوص التجريع.
هناك أدوية أكثر حساسيّة ومن المهمّ أن نسأل الطبيب عمّا إذا كان الدواء الجديد حسّاسًا أم لا وما إذا كان يتطلّب تعاملًا خاصًّا. من ضمن هذه الأدوية، مثلًا، أدوية للغدّة الدرقيّة، والتي يجب تناولها على معدة فارغة، وذلك لأنّ وجود الغذاء في المعدة يمنع امتصاصها بشكل فعّال. أو علاج ترقّق العظام، مثلًا، إذ إنّ %1 فقط من الكپسولة يدخل إلى الجسم ويعمل على تقوية وبناء كتلة العظام. إذا تناولنا هذه الأدوية مع وجبة طعام، فستنخفض فعاليّتها بشكل كبير. من ناحية أخرى، هناك أدوية من المهمّ تناولها بعد الأكل لأنّها من المحتمل أن تسبّب إزعاجًا في البطن، ويهدف تناول الطعام إلى تخفيف حالة الإزعاج هذه وجعلها أسهل بشكل كبير. ما يجدر بنا أن نتذكّره هو أنّه يجب استجواب الطبيب أو الصيدلانيّ بشأن أيّ دواء، لكي نكون واثقين من كون جميع التعليمات واضحة.
نصائح مهمّة:
يهدف هذا الموقع إلى المساعدة والتسهيل وإتاحة الوصول إلى قسمٍ من المعلومات الكثيرة المتراكمة التي في حوزتنا، والتي تعتمد، من جملة المصادر، على المعلومات التي تمّ نقلها إلينا من قبَل منظّمة Caregivers Israel و/أو المنشورة من قبَل سلطات عامّة مختلفة. إنّ المضمون أعلاه لا يشكّل، بحالٍ من الأحوال، استشارة قانونيّة أو غيرها، ولا يجوز الاعتماد على المضمون دون تلقّي مشورة ملائمة. إنّ المعلومات هنا عامّة وقد لا تعكس الإجراءات القانونيّة، النظام القانونيّ والأنظمة ذات الصلة، بشكل كامل و/أو مُحدَّث. ستعمل الشركة على تحديث المعلومات المقدَّمة في هذا الموقع كلّما أحيطت علمًا بالتحديثات.
*ليس من شأن ما ورد في هذه المقالة أن يشكّل توصية و/أو استشارة طبّيّة. لمزيد من المعلومات، يُرجى التوجّه إلى الطبيب/ة المعالِج/ة.
يرجى الانتباه إلى أنّه تمّت صياغة وكتابة المقالات الواردة في هذا الموقع أساسًا باللغة العبريّة، ومن ثمّ تُرجمت إلى اللغة العربيّة. لذلك، قد تجدون بعض الاختلافات و/أو عدم الملاءَمة التامّة بينها وبين مقالات الموقع باللغة العبريّة.